توحيد الاسماء والصفات,
اهلا بكم في موقع دار التـفـوق دار الباحثين عن التفوق متمنين النجاح والتفوق لجميع طلابنا في مراحلهم التعليمية وسعداء بزيارتهم لنا للحصول علي حلول جميع الواجبات .
توحيد الاسماء والصفات
نعلمكم بان دار التـفـوق هو موقع يقوم بحل الاسئلة والواجبات واسئلة الاختبارات من خلال اطرح سؤال دار التفوق
انضم الينا الان اضغط هنا قروب دار التفوق تلغرام
الجواب من دار التفوق هو :
عني توحيد الأسماء والصفات، إفراد الله تعالى بأسمائه التي سمى بها نفسه وصفاته التي وصف بها ذاته في كتابه الكريم والتي أخبر بها رسوله (صلى الله عليه وسلم) في سنته المطهرة. إن هذا الأصل في التوحيد ليبيّن للعبد سبيل التعرف على ربه والتأدب معه في الحدود التي ارتضاها سبحانه لمقامه. ويقتضي الإيمان به مراعاة القواعد العشر التالية:
أولها: لا تُستمد أسماء الله تعالى وصفاته إلا من كتاب الله وسنة رسوله لأنها غيب والغيب لا يُعلم إلاَّ من الوحي. قال الله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ﴾[1].
ثانيها: التسليم بأن جميع أسماء الله تعالى حسنى في منتهى الحسن، وبأن صفاته كاملة في منتهى الكمال. قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾[2]. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال" [3].
ثالثها: يجب إثبات أسماء الله تعالى وصفاته كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله دون تحريف ولا تشبيه ولا نفي مع تفويض كيفيتها إلى الله. إن تفسير غنى الله سبحانه وتعالى في الآية: ﴿ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ بالقدرة هو تأويل لا يجوز، أما القول بأن غناه سبحانه وتعالى مثل غنى أغنى الناس فهو تشبيه لا يجوز، وأما الزعم بأن الله غني من غير غنى فهو نفي وتعطيل لا يجوز. إن هذه التآويل تعارض قول الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[4]. ففي قوله:﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ نفي الشبيه عن الله، وفي قوله: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ إثبات لأسماء الله تعالى وصفاته. إن الفهم الصحيح للآية: ﴿ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ يقتضى التسليمَ بأن الله غني غنى مطلقاً ليس كغنى خلقه الذي يتسم بالمحدودية والحاجة له سبحانه.
رابعها: لا يجوز تخيل صورة الله سبحانه وتعالى، لأن تخيلها تشبيه لله بخلقه؛ فالإنسان لا يمكن أن يتصور شيئاً لم يره. قال العلماء: "كل ما خطر على بالك فالله خلاف ذلك"، وفي الحديث الضعيف: "تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله".
خامسها: لا يجوز اشتقاق أسماء الله تعالى من صفاته، بينما يجوز اشتقاق صفاته تعالى من أسمائه. قال تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾[5]؛ لا يجوز لنا هنا أن نشتق من صفة "الاستواء" اسم "المستوي". أما في قول الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾[6] فيجوز لنا إضفاء صفة الغنى على الله لأنها جاءت متضمنة في اسم الغني ولأن أسماءه سبحانه وتعالى أتت دالة على كماله.
سادسها: لا يجوز حصر أسماء الله عز وجل في تسعةٍ وتسعين اسماً لوجود دليل من السنة نَصَّ على أن هناك أسماء أخرى استأثر الله تعالى بعلمها وحده دون غيره. لقد دأب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على القول في دعائه: "أسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك..." إن هذا الدعاء ليشير إلى وجود أسماء استأثر الله بعلمها وحده ولهذا يُحمل الحديث النبوي: "لله تسعة وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنة"[7] على أن عدد هذه الأسماء جاء على سبيل الذكر لا الحصر.